مرحبًا و ودًّا ..
قبيلَ الأسطرِ الأولى ، سأحكي من أَنا !
أنا واحدةٌ من الحكايا التي لا تنتهي ، و قصةٌ مشبعةٌ بالكثير .. !!
تخصصي رياضيات
التعيين كان قُربَ المريخِ بفراسخ !!
عملتُ خلالَ هذهِ المُدة في 3 مدارس ، لكلٍ منها حكايا لا تنتهي !
..
إليكم الورقةَ الأولى ..!
الإنطلاقة من الرياض ، بإتجاه الغرب ، حتى إذا قطعنا ما يزيدُ عن المئتي كيلاً ( بالتثنية ) انعطفنا جنوبًا ، و حدث و لا حرج !!
الطريق زراعي متهالك ، و مرتعٌ للماشيةِ و الإبل ، و لا معالمَ على الطريقِ سوى إشاراتٍ لا مثيلَ لها ( غمارة وانيت مصدّي ) للدلالةِ على مدخلِ الهجرة .
لا أعلم كم من المسافةِ قطعت لكنها تصل إلى المئة ، ثم لم يخلُ اليومُ من السُؤالِ ، حتى إذا وصلنا إلى تلكَ الإشارةِ المميزةِ انعطفنا يسارًا في طريقٍ صحراوي ، لا معالمَ للحياةِ به .
مضى ثُلثُ ساعةٍ فإذا بمشارفِ الهجرةِ التي لا تتجاوزُ العشرةَ منازل .
هاهي المدرسة ، قالها لنا أحدُ الأطفالِ بعدما سألناهُ ..
فإذا بي أرى بيتًا متهالكًا ظاهرهُ العذابُ و لا أدري بما في باطنه !
لا أحدَ هناك !!
عُدنا من حيثُ أتينا ، و تم رفع المباشرةِ في مكتبِ التربيةِ و التعليم .
أما عني وقتها فقد كنتُ أُكذبُ عيني و ما رأيتُ ، و أُمني نفسي أن هناكَ خطأٌ في الإسم ، في التوجيه ، في أي شيء .. المهم ألاّ أكونَ هناك ..!
بكيتُ في داخلي كثيرًا ، و عدتُ للصمتِ مجددًا .
انتهت هذه الرحلةُ قبيلَ العصرِ، وصلت و كأني جُثةٌ هامدةٌ نمتُ كثيرًا .
و أجملُ مافي الأمر أنهم قالوا لي لا تأتي إلا عندما تبدأ الدراسة .
..
اليوم السبت 18/ 8 / 1426 هـ .
بدأت الدراسة ، و تكرر الماراثون أعلاهُ لكن الفرق أنهُ بدأ قبل الفجرِ بساعات !!
و مع كل هذا أتيتُ و من معي و لم نجد أحدًا !
وجدنا باب المدرسةِ مفتوح ، و هناك حذاء عند غرفة الحارس و عصا ، و لا أحد !
دخلتُ و زميلتي و كلٌ منا يعتريه الخوف مما سيرى !
وجدنا أبوابًا مُفتّحةً و لا كائن يُذكر
نظرنا يمينًا و يسارًا .. الترابُ يغطي الأمكنة .
دقيقةٌ صمتٍ سادتْ ..
أين نذهب ؟ قلتها لزميلتي التي كانت أشدَّ رعبًا مني ..!
لاااا أدري !
بعد وقتٍ جاءت إحداهن !
و بدأت بالثرثرة .. و الأسئلةِ المتوالية
من أنتما ؟ من أين ؟ أنتما معلمتان ؟ كيف جئتما ؟ و .. و ... !
شعرتُ أنّ الصُداعَ يزداد !
صمتت برهةً ثُمَّ قالت :
قرأتما في الصُحف قبل عام عن مقتل خادمة ؟!
قلت: كأني أذكرُ ذلكَ
قالت: تدررررررررون أنه عندنا ، و هناك فوق ذلك الجبلِ أمسكوا بالقاتل !
أنا و زميلتي .. أيقونةُ رعب !!
ثُم قالت : تأخرتُ عليكم هذا اليومَ لأني لم أنم البارحة ..
قلتُ لألطفَ الجو : عسى ما شر ؟
قالت: واحد ( سكران ) أزعجنا طوال الليل !
أنا و هي صدقًا لا أستطيع أن أقولَ إلا أن عينيّ طارتا !
قالت : كل ليلة على هذا الحال..
و الشرطة أينَ هم ؟
قالت: لا أحدَ هنا !
نظرتُ إلى زميلتي و قلت .. ابحثي عن إرسال و دعينااااا نهرب !
...
حتى هذه اللحظة و كلما قرأتُ هذه الصفحة تسألتُ لماذا حكتْ لنا هذا في أول لقاء ؟!
نسيتُ أن أخبركم من هي ( بطلةُ ) اللقاءِ الأول ..
إنها المستخدمة !
إلى صفحةٍ أخرى قادمة !
كونوا بخير
/
حكايا نجمة ..!