Pages

الاثنين، ديسمبر 20، 2010

كنتُ في " مِـنى " 2


في محطةِ القطار  نظرتُ إلى مِـنى من ارتفاعٍ جيد ، رأيت الجموعَ طريقُها واحد ، إلى عرفات ، ذاكَ ماشٍ و ذاكَ راكبٌ و  ذاكَ ينتظر و كلهم يرددُ  " لبّيكَ اللّهم لبّيك " .
لفت نظري تلك اللحظة اجتماعُهم   و نفرتهم إلى عرفات !

سبحانَ الله !
لو أنَّ حاكمًا أمرَ أهلَ قريةٍ أن يخرجوا منها زرافاتٍ و وحدانًا ما  فعلوها بذاتِ التنظيمِ ، و ذاتِ الطريقة !

انطلقنا و في كل شبرٍ حاجٌ يذكرُ الله ، لما تحركَ القطارُ ضجّ المدى  " لبّيكَ اللّهم لبّيك "
نزلنا من المحطةِ و ارتحلنا  سعيًا على الأقدامِ إلى المخيم ، و الذي كان متاخمًا للمحطة ، كنتُ أتمنى  وقتها أن يبتعدَ قليلاً لأطيلَ التأمل  في مناظرِ الحجّاج .

أقمنا و كنا قد بيتنا النيّةَ أن نفترقَ فلا  يشغلنّ بعضنا بعضًا .. و ما أجملَ روحانية ذلكَ اليوم   ، و ما ألذّ  طعمه ؛

كنتُ أرفعُ يدي فلا أملكُ زمام لساني لأدعُ .. لا أملكُ إلا أدمعًا  هزها  الذنبُ ، و ترجو مغفرةَ الرَّب .
كنتُ أجتهدُ أن أخفيها ، فتنهمر رغمًا عني  .

تلكَ عرفات .. نسائمها قد حلقتْ بروحي  بعيدًا بعيدًا ..
كنتُ أشعرُ أنَّ الساعاتِ مرت سريعةً جدًا ، خصوصًا بعد صلاتي الظهر و العصر ، و لما دنت الشمسُ للغروبِ وقفتُ كما وقف رسول الله صلى اللهُ عليه و سلم يوم عرفةَ  أحسست أن موقفي هذا ، هو الموقفُ ذاته في حَجّة الوداع
بكيتُ كثيرًا ، أحسستُ أنَّ يوم عرفةَ انقضى و ما كنتُ أريد ذلك !
كانت الساعةُ الأخيرةُ   من أجملِ  ساعاتِ عمري  ، شعورٌ غريبٌ لا أعلمُ ما هو .. هو أكثر من الروحانية ، هو أسمى و أسمى
ما أعلمهُ أنه شعورٌ لا أُطيقُ لهُ وصفًا !
كم هو جميلُ أن تشعرَ أنكَ تدنو من الجنّةِ ، و كم هو جميلٌ أن تشعر أن الله ـ تعالى ـ يباهي بكَ ملائكته تلك اللحظة ..
و ما هو إلا حسنُ الظّنِ بالله ـ تعالى ـ  و أملٌ لا ينقطعُ في رحمتهِ التي وسعت كلّ شيء ..

غربتْ الشمسُ ، و ما سكنت عرفات ! و لا سكنت ألسنٌ تلهجُ بذكر الله ..
غربت الشمسُ و " لبّيكَ اللّهم لبّيك " تخرجُ من القلبِ و تستقرُ فيه !
أمّا في مُزدلفة ، فالروحُ  تسكنُ رحابَ الإيمان ، تمضي و كل خطوةٍ  تُدنيكَ من ذاكرٍ و شاكر و عابد .
و تغفو و تستيقظُ و ذاكَ الذكرُ يصدح ..

لا إله إلا الله ..

و ربي .. لو مزجتُ حلاوةَ تلكَ الأوقاتِ بماءِ البحرِ لأصبح عذبًا فراتًا سائغًا للشاربين !

ما أجملَ أن تعيشَ أيامًا كلها لله ، ذكرُ و طاعةٌ و قرآن ، و صلاةٌ ، و صلةٌ ، و تلبيةٌ ، و إحسان .

بقينا  بعد الرمي في مِـنى  أرضِ العابدينَ ، و مبيتِ الذّاكرين ، نُصبحُ و التكبيرُ يتردد ، و نغفو و ذاتهُ لا ينقطع .

حتى وقت الأمطار ، مساء اليوم الحادي عشرَ من ذي الحجّة ، و الرعدُ يزمجرُ في سمَاءِ مِـنى  فلا أسمع إلا " اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، لا إله إلا الله ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، و لله الحمد "
هناكَ الروحُ تتعلقُ بأستارِ السماء ، و تعانقُ أسفار الغيم !

أمّا في بيتِ اللهِ العتيقِ ، فالحلاوةُ تتضاعفُ قيراطا ، و نظرةٌ إلى الكعبةِ تجلو كلَ همٍ صادي !

ذلك اليومُ لا يوصف .. هو لوحدهِ حكايةٌ مُدهشةٌ ، و ذكراهُ  في سويداء الفؤاد

اغتسلنا بالمطرِ ، و نحنُ سجودٌ للهِ في صلاةِ العصر ، بلحظةٍ كنا نسبحُ في  بحرٍ من  الرحمةِ  و المطر ، و يا لله ما أبهى تلكَ اللحظة ..

وقفتُ بعدَ الصلاةِ أدعو و الماء ينهمرُ انهمارا غزيرا ، و لولا أننا خشينا الإصابةَ لما تركنا  الساحةَ أبدًا ..

كنتُ أحاولُ أن أستغل تلكَ اللحظات ، فإجابةُ الدعاءِ فيها أحرى ، كيفَ و قدْ اجتمع  طيبُ المكانِ و الزمان
في بيتِ اللهِ ، و في الطوافِ ، و في أيام التشريقِ ، و تحتَ المطر .. تلكَ منحةٌ لا تجتمع لكثير !

و لعله كان مبشرًا بالقبول و التطهيرِ إن شاء الله  " ليطهركم به "
لمّا أنهيتُ السعي .. و انتهى الحج ..!
و لم ينتهِ الذكر و الطاعة ..

وقفتُ أدعو اللهَ بينَ الصَفا و المروة ، و وجهتُ  بصري إلى الكعبة ، وسألتُ الله القبول و الثبات .

أصدقكم .. تلك اللحظةُ وحدها أجمل و أسمى  ما مرّ علي طيلةَ أيام الحج ..
أجهشتُ بالبكاء حينها ، فالدمع الرقيق لا يعني شيئًا ,,

بكيتُ و لا أدري ما ذاكَ الشعور ..

كنتُ أودُ حينها أن أعودَ و أحج مرةً أخرى و أخرى  .. ما كنتُ أريدُ أن ينتهي ، و ما كنتُ أحسبُ أن روحي  ستتعلقُ بهِ إلى ذلكَ الحد .

جلستُ لما خشيتُ الإطالةَ على من معي   بالقربِ منهم ..

مرّ طيفُ الأيام الماضيةِ ببالي و عدتُ لأبكي ..

بكيتُ لأني سأفقدُ تلك الأيام ..

و بكيتُ لأني  سأغادرُ بيتَ اللهِ العتيق ..

و بكيتُ لأني بينَ يدي ربي  ، و قد أنعمَ علي و عصيته ، و تفضّل عليّ  و عصيته !

بكيتُ كرمه سبحانهُ و تعالى  ،  و بكيتُ سفهي و جهلي ، و إسرافي في أمري .

بكيتُ لأني سأعود و روحي  لا تزالُ معلقةً في الغمام .

آهٍ يا بيتَ الله .. و آهٍ يا مِـنى ..  و آهٍ يا عرفات .. و آهٍ يا مزدلفة ..

سكنتُكِ فأبقيتُ روحي بينَ ثراكِ .. و عُدت ! 



يتبع .. مشاهد و صور 
/


حكايا نجمة..!

الخميس، ديسمبر 16، 2010

كنتُ في " مِـنَـى " !


صباحُكم / مساؤكم  رحماتٌ تتوالى ..


:. من فضلِ ربي أن يسرَ لي  آداء فريضة الحجِ  عام 1431هـ .

و كم كانت تلكَ الرحلةٌ  قطعةً من الذهولِ ، وددتُ لو أنها تكونَ كل شهرٍ فأحظى بهَا كثيرًا ..

ذهبتُ و الشوقُ يحدوني ، و الروحُ تصّعدُ في سَماءِ الروحانية ..

لما أحرمتُ بالنُسُكِ ، و رتّلَ لساني و قلبي " لبّيكَ اللّهمَ لبّيكَ "بكيتُ فرحًا و شَوقًا ، فما عدتُ أدري ما أقول ! 

كانت نبضاتُ قلبي تسبقُني ، تمنيتُ أن " وادي مَحْرَمَ "  وقتها   قطعةً من "مِـنَـى " أرضِ الذّاكرينَ ، و مبيت العابدينَ " .

شَعرتُ أنَّ الطريقَ جِدُّ طويل ! 

و الشوقُ يجرفُني فلا أستطيعُ أن أُطيقه ..

تدّرجتُ مع " الهَــدَا " و أنا ألهجُ " لبّيكَ اللّهمَ لبّيكَ " و كأني بها تستقِرُ في السَّحَابِ ! 

كأني بالطيورِ حينَها تُغردُ فرحًا  لي و ابتهاجًا .

و تلكَ الشّمسُ تضّحكُ سُرورًا ..

رُبَّما تظنونَ أني أركبُ زورقَ المُبالغةِ  ، لكن .. و الذي لا إله إلا هو إنَّ كل حرفٍ  هو عُشْرُ العُشرِ  مما كنتُ أشعرُ بهِ .

وددتُ حينها أنَّ قلبي طائرٌ يطيرُ حيثُ يشاء ، كي يَصِلَ قبلي إلى بيتِ اللهِ العتيقَ .

كنتُ أرمقُ الطريقَ و أتمنى  أنّ للأشواقِ ساعيًا فينقلها  سريًعا ..

أحسستُ أن قلبي سيهربُ مني ! 


كُلما انخفضتُ  و بَدت لي مساحة ارتفعَ بصري ، و ردد لساني " سبحان اللهِ " .. كنتُ أرجو أن أرىَ مكّةَ ! فأروي ذلكَ الشوق !


و كأنها المرةُ الأولى التي أزورُ فيها مكةَ المكرمة  ، لكنه الحجُ و الشعور أني سأكونُ في ضيافةِ الرحمن الرحيم سُبحانه .

مضينَا  و أنَا يحملني الشوقِ و التَّوقِ  أرددُ " لبّيكَ اللّهمَ لبّيكَ " .

لمّا تبدت لنا " عرفاتُ " تغشاني الفَرْح ، فصمتُ قليلاً أتأمل .. هذه عرفاتُ اللهِ .. هذه عرفاتُ أرضُ المباهاةِ .. هذه عرفاتُ ساكنةُ القَلبِ ! 

مضينَا و التلبيةُ لا تنقطع ، حتى إذا شارفنَا على  " مِـنـى " و رأيتُ ما رأيتُ من الجُموعِ همى الدمعُ سخيًّا ..!


لم أكن أحلمُ وقتها ، لقدْ كنتُ بـمِـنـى !! 

مِـنـى التي رأيتُها عشراتِ المرّاتِ خاليةً ، و هي اليومَ تضُجُ بالناسِ ، و ألسنتُهم  بالتلبيةِ تلهج .

وقتها لم تكُ خطواتي على الأرضِ أبدًا .. إنها على ضِفافِ الغَمَام ! 

يا الله !! 

دهشةٌ و تأمل و نظرةٌ و ذكر .. سبحان الله ! 

كم من الخلقِ اجتمع .. ليذكر الله في أيامٍ معلوماتٍ ! 



.. يُتبع !



/


حكايَا نجْمَةٍ ..!



الأحد، نوفمبر 28، 2010

نشيد سراب



سراب
لائح في عين عاشق ..
ينظر إليه من بعيد .. يقترب منه لـ يحضى به
ولكن ..
هيهات هيهات ..!

؛
ينادي فـ يرتد له صداه
لـ يعزف على أوتار البوح جراحه
وينسج من مشاعره شعراً دافئ الإحساس

؛
و الآن .. وقد ذبلت زهور الأمل ..
أيقن بـ أنه يطارد سراباً ..!
فأصبح حائراً في الدرب تائها ..
يراقب انكسارات الأمواج وينثر الآهات
ويشكو لها حرّات الأنين وحكايات السراب

فـ يا الله
ألهم المحزون صبراً .. وأبدله خيراً
؛


{.. بحار الحُب :
خذيني لـ شريف شطآنك ~

للتحميل 

http://www.4msk.com/audio/SrAb.mp3

من مدونة أوّاه


/


حكايا نجمة ..!

الجمعة، سبتمبر 24، 2010

صفحةٌ ثانية !


مرحبا بكم على نمارق ثرثرتي !

مرَ الأسبوعُ الأول بغيابٍ متقطع !

لازال الحالُ كما هو في بداية الأسبوع الأول ، الفرق الوحيد .. كان هناك  طالبات !


كنتُ أعتقد أن من أتى هو عشرُ من في المدرسة 


لكني تفاجأت أنهن جميعًا 17 طالبة ... و دام عزك يا وطن !


حملتُ كتبي  ودلفتُ إلى صفي .. نظرتُ فإذا بي أمام طالبتين  فقط !

أي صف أنتو ؟!

خامس .. سادس 


ماذاااااا ؟!

قلت في نفسي هذه من عجائبِ الدُنيا ..صفانِ في صف ! و كل صفٍ بطالبةٍ واحدة !


مررررررررحباااا !


خرجتُ إلى الصفِ الآخر كيما أرى  العجائب الأخرى 


أبشركم  كانتا اثنتينِ فقط !


سألت : أنتما صفانِ أم صف واحد ؟!

و ما حالي إلا كما يقول المصريون .. " اللي يتلسع من الشوربة بينفُخ في الزبادي " !


ثم أكملتُ رحلتي الإستكشافية 


هذه المرة العدد 10 ، رقمٌ قياسي !

و لكن كالصفِ الأول اثنانِ في واحد 


لا أعلم ما الهدف من  دمج الصفوف بهذه الطريقة ، و هل حقًا سيستفيد الطالبُ من هكذا دمج !

الوزارة  التي قررت لكل درس 45 دقيقة تجعله الآن في 22 دقيقة و نصف !

عجيبٌ أمر سلوكنا التعليمي !!

على مضض عشتُ التدريسَ هناك 


المؤلم أنَّ الجهلَ هناكَ مُدقع ، و ضيقُ الأفقِ يستشري ، أتصدقون ! و رغمَ أني أتكلمُ الفصحى إلا أنَّ الطالبات لا يفهمنَ ما يقال 

إحبااااااااط  أقلُ ما يمكنُ أن أصفَ بهِ وضعي !

و تمرُ الأيام و الحالُ يزدادُ سوءًا  بدءًا من الإدارة و مرورًا بالمعلمات و حتى  الطالبات .

لا شيء يُوحي بالأمل ؛ و لا بوارقُهُ تلوحُ بالأُفق ..

من المحامدِ أنَّ البيئةَ كانت خصبةٌ للدعوةِ ، و قلما تجدُ بيئةً غضّةً  كهذه ، و إن كان يسكُنها الجهل  .

بدأتُ بتجهيز المُصلى ، رغمَ قلةِ الإمكاناتِ و العزوف ، فلما لم يجدي ذلكَ نقلتُ نشاطهُ إلى الإذاعةِ المدرسية 

كانَ ذلكَ المكان متنفسًا ، رغمَ أن بعضَ المُعلمات اتخذنهُ مكاناً للنوم ! 

لا تعجبوا ... فأنتم في بلادِ العجائب !


..


من الفوائد ..

اصهر حجر اليأسِ بالعزم ! 

البذورُ إن لم تُسقَ تموت !

لا ترحل دونَ أثر !



/

حكايا نجمة ..!








السبت، سبتمبر 18، 2010

يبه شلونك ؟!

قرأتُ في عينيها .. نظرةَ طفلةٍ يتيمةٍ حائرةٍ خائفةٍ ..

قد تعبت من النظر في الوجوه

و ملت تكرار السؤال .. أين أبي ؟

لتركن إلى زاويةٍ مظلمةٍ .. متسائلةً .. عن حال أبيها


يبه شلونك ؟! 





/



حكايا نجمة ..!

الجمعة، سبتمبر 17، 2010

صفحةٌ أولى .. على نمارقِ الثرثرة !


مرحبًا و ودًّا ..

قبيلَ الأسطرِ الأولى ، سأحكي من أَنا ! 


أنا واحدةٌ من الحكايا التي لا تنتهي ، و قصةٌ مشبعةٌ بالكثير .. !! 

تخصصي  رياضيات 

التعيين كان قُربَ المريخِ بفراسخ !! 

عملتُ خلالَ هذهِ المُدة في  3 مدارس ، لكلٍ منها   حكايا لا تنتهي ! 

..


إليكم الورقةَ الأولى ..! 




الإنطلاقة من الرياض ،  بإتجاه الغرب ، حتى إذا قطعنا ما يزيدُ عن المئتي كيلاً ( بالتثنية  ) انعطفنا جنوبًا ، و حدث و لا حرج !! 


الطريق  زراعي متهالك ، و مرتعٌ للماشيةِ و الإبل ، و لا معالمَ على الطريقِ سوى  إشاراتٍ لا مثيلَ لها ( غمارة وانيت مصدّي ) للدلالةِ على  مدخلِ الهجرة .

لا أعلم كم من المسافةِ قطعت لكنها  تصل إلى المئة  ، ثم لم يخلُ اليومُ من السُؤالِ ، حتى إذا وصلنا إلى  تلكَ الإشارةِ المميزةِ انعطفنا يسارًا في طريقٍ صحراوي ، لا معالمَ للحياةِ به .

مضى ثُلثُ ساعةٍ فإذا بمشارفِ الهجرةِ التي  لا  تتجاوزُ العشرةَ منازل .

هاهي المدرسة ، قالها لنا أحدُ الأطفالِ بعدما سألناهُ ..

فإذا بي أرى بيتًا متهالكًا ظاهرهُ العذابُ و لا أدري بما في باطنه ! 

لا أحدَ هناك !! 

عُدنا من حيثُ أتينا ، و تم رفع المباشرةِ في مكتبِ التربيةِ و التعليم .

أما عني وقتها فقد كنتُ أُكذبُ عيني و ما رأيتُ ، و أُمني  نفسي أن هناكَ خطأٌ في الإسم ، في التوجيه ، في أي شيء .. المهم ألاّ أكونَ هناك ..! 

بكيتُ في داخلي كثيرًا ، و عدتُ للصمتِ مجددًا .

انتهت هذه الرحلةُ  قبيلَ العصرِ، وصلت و كأني جُثةٌ هامدةٌ  نمتُ كثيرًا .

و أجملُ مافي الأمر أنهم قالوا لي لا تأتي إلا عندما تبدأ الدراسة .

..

اليوم السبت  18/ 8 / 1426 هـ .

بدأت الدراسة ، و تكرر الماراثون أعلاهُ لكن الفرق أنهُ بدأ قبل الفجرِ بساعات !! 

و مع كل هذا  أتيتُ و من معي   و لم نجد أحدًا ! 


وجدنا باب المدرسةِ مفتوح ، و هناك حذاء عند غرفة الحارس و عصا ، و لا أحد ! 


دخلتُ و زميلتي و كلٌ منا يعتريه الخوف مما سيرى ! 


 وجدنا أبوابًا مُفتّحةً و لا كائن يُذكر 

نظرنا يمينًا و يسارًا .. الترابُ يغطي الأمكنة .

دقيقةٌ صمتٍ سادتْ ..

أين نذهب ؟ قلتها لزميلتي التي كانت أشدَّ رعبًا مني ..! 


لاااا أدري ! 


بعد وقتٍ جاءت إحداهن ! 

و بدأت بالثرثرة .. و الأسئلةِ المتوالية 

من أنتما ؟ من أين ؟ أنتما معلمتان ؟ كيف جئتما ؟ و .. و ... ! 

شعرتُ أنّ الصُداعَ يزداد ! 


صمتت برهةً ثُمَّ قالت :

قرأتما في الصُحف قبل عام عن مقتل خادمة ؟! 

قلت: كأني أذكرُ ذلكَ 

قالت: تدررررررررون  أنه عندنا ، و هناك  فوق ذلك الجبلِ أمسكوا بالقاتل ! 

أنا و زميلتي .. أيقونةُ  رعب !!

ثُم قالت : تأخرتُ عليكم هذا اليومَ لأني لم أنم البارحة ..

قلتُ لألطفَ الجو : عسى ما شر ؟

قالت: واحد ( سكران ) أزعجنا طوال الليل ! 


أنا و هي  صدقًا لا أستطيع أن أقولَ إلا أن عينيّ طارتا ! 

قالت : كل ليلة على هذا الحال..

و الشرطة أينَ هم ؟

قالت: لا أحدَ هنا ! 


نظرتُ إلى زميلتي و قلت .. ابحثي عن  إرسال و دعينااااا نهرب ! 


...



حتى هذه اللحظة و كلما قرأتُ  هذه الصفحة تسألتُ لماذا حكتْ لنا هذا في أول لقاء ؟! 


نسيتُ أن أخبركم  من هي  ( بطلةُ ) اللقاءِ الأول ..

إنها المستخدمة ! 



إلى صفحةٍ أخرى قادمة ! 



كونوا بخير 




/



حكايا نجمة ..!





الخميس، سبتمبر 16، 2010

ثرثرة معلمات



قريبًا ..



سأخلعُ جلباب الصَّمْتِ ..


هنا سألقي بعضًا مما إلتصقَ  بذاكرتي المثقوبة  ..


و شَيءٌ من مذكراتي  المدرسيّة 




/


حكايا نجمةٍ ..!

همهماتٌ تقتاتُ الحَصير ..!!


همهماتٌ تقتاتُ الحَصير ..








،






حصَير .. بيتُ طين .. أنفاسٌ تختلط بالوهم ..



لا شيءَ يُؤكل ْ غير ُ الآسى !!




،




بتُ أُمارسُ طقوسَ الهذيان ..




كفرسٍ كُسرتْ قائمةُ روحِها ، و تترقبُ إبرة الموتِ الرحِيم !!







،


ارتكاس
أدلجَ إلى عمقِ الفؤادِ ، فلما وصل قعره انتبه و خرج !

لم يكن ذاكَ إلا محطةً مهترئة !

،

دمعة !

تنحت جانبًا .. ثم أخرجت قطعةً من إسفنج !

لا تلوموها فقد سمعت أنه شديدُ الامتصاص !!



فاصِلةٌ أخيرة !!






كسّرتُ أقلامي ، و بتُ أستجدي الأحلامَ يّراعاً !







/


حكايا نجمة ..!


الخميس، سبتمبر 09، 2010

و تأتي أيهَا العيدُ !

.. تأتي أيُهَا العيدُ .. و القلبُ ينوءُ بالجراح !
تأتي و أنفاسُ الصباحِ لم تكتسي بسمةَ الرّبيعِ ، و لا إشراقةَ النور ..
تأتي .. و الأحبابُ قد مضوا و رحلوا
و لا مواعيدَ لأفراحٍ تجمعنا ، أو تلم شعثنا !
تأتي .. !
و رياحُ الفقدِ تهبُ عاصفةً في بيداءِ الروح ..
لقد ارتحلوا ، و لا جدوى للشوق .. و لا عودةٌ تطفئ لظى الحنين .
كنتُ و لا زلتُ أُحبهم .. رغمًا عن الرحيلِ ، و مواقيتِ الوداع .
وداعًا .. لا لقاءَ إلى الحشرِ ..
و داعًا.. و لا عيدَ بعد اليومِ يجمعنا ..
وداعًا .. ضحكاتنا / همساتنا / أمانينا / أشواقنا / و الغضب ..!
وداعاً إلى روحٍ و ريحانٍ يجمعنا بإذن المولى .
كل عامٍ و أنتَ بخيرٍ يا فؤادي ..
/
حكايا نجمة ..!

الاثنين، يوليو 19، 2010

أنا زورقُ الحُلم البعيد ..




أنا زورقُ الحلم البعيد



أنا ليلةٌ حار الزمانُ

بسحرها !

عمرُ الحياة يقاس بالزمنِ السعيد

و لتسألي عينيك أين بريقها ؟!

النص لفاروق جويدة .

/

حكايا نجمة ..!

الجمعة، يونيو 25، 2010

جمعة باكية

جمعة باكية !


هذا اليوم ، لم يكُ استثنائيًا فحسب !

إنما كانَ باكيًا حدَّ الإنهاك ..!

و حتى الرغبةِ في الإنزواء و التغلغل عميقًا تحتَ أقرب غطاء .. أو قارورة مظلمة ... كالقبر !


تذكرتُ كم جمعة ٍحزينةٍ مرتْ ..

و هاهي تعود الآن ..


بذاتِ الملامح ِ ، و أناشيدِ الفقد !



رحمكِ اللهُ يا أم عبد الهَادي ، و جزاكِ الجنة .. و جعل ما أصابكِ تكفيرًا و رفعةً في الجنان ..



بكيتُكِ يومَ أن افترقنا و نحنُ نردد ..


تذكرت الزمان اللي مضى لي يوم جن الليل

.............. تذكرته و أنا عيوني من دموع العنا غرقى

تهل دموعي الحرى على هاك الزمن و تسيل

...............على خدودٍ محرقها على أيامها حرقى


و كانَ وعدُ اللقاء يحدونا ..

أما الآنَ فأبكيكِ و لا موعدَ لـ اللقاءِ إلا برحمةِ الباريء في جناتِ النعيمِ إن شاء الله .


بكيتُكِ و أنا أتذكر صغيريكِ كيفَ سينامانِ هذه الليلةَ دونكِ ؟!

و أي حضنٍ سيضُمهما الآن ؟!


رحمكِ الله ..

و رحمَ اللهُ أيامنا الخوالي ..


سأذكركِ ما حييتُ





/




حكايا نجمة ..!

الخميس، يونيو 24، 2010

حالة غضب ..!

أنا لا أحسن إلا الزمجرة !


غاضبةٌ أنا هذا المساء ، و لا شيءَ سوف يصبغُ رتابةَ الموقف..

حتى الصباح صدئت قطع السُكَّر فيه ..

غاضبةٌ أنا .. و أمي تصنعُ لي خبزًا كي أخرسَ ..

غيرَ أني لا أفعلها !


غاضبةٌ أنا .. فأخي الأكبر نهرني يوم كنتُ طفلةً ، و لا زلت حتى الآن أكرر غضبي

لم أخطئ حينها .. صدقوني !



غاضبةٌ أنا .. فلوحتي التي رسمتها هربت ألوانها ، و لم يبقَ إلا وصمةً من سواد !


غاضبةٌ أنا لأني كنتُ أعتقدُ أن مبادئنا الصغيرة لا تتبدل

لكننا قذفنا بها يومَ أن كبرنا ..


غاضبةٌ أنا فذكرياتي تحاصرني

و لهيبُ الأمسِ يطاردني

و هذا المساء .. ويحي .. لا أعرف إلا الغضب ..!!



/



حكايا نجمة ..!

الثلاثاء، يونيو 22، 2010




مَدْخَلْ :


أَنا و اليُّتْمُ نَتقَاسَمُ كَعْكَةَ المَّرَارةِ ، وَ نَهمسُ فِي جُنحِ الدُجَى أَنَّ الأَلمَ جِدُ قَريِن ..!

وَيْحَهُ ..!

كَيفَ يَسري فِي الأَجْسَادِ المُنْهَكَةِ ؛ فَيُحِيلُهَا رُكَاماً مِنْ سَوَاد ..!


وُصوُلْ :

أَقبَعُ مُلازِمَةً ذَلِكَ الجِدْثَ البَالِي ، لَرُبَّمَا أَكونُ بِقُربِهِ أَكثَرَ سَعَادَةً ، و أَقَلَ وَجْداً .

أَبكيِ .!

أَصْرُخُ ..!

أَتَوّجَعُ ..!


لَنْ يَكونَ هَذا إلاَ هَمسَة في أُذُنِ اليُّتْم .




نَجوى :


أَبيِ ! دَعني أَسكُبُ الهَمَّ عَلَى عَتَبَاتِ تُرَابِكَ .

دَعني أَكونُ لَظّىً مِنْ أَنِينٍ ، يُسَامِرُ الحَرْفَ البَائسَ ، فَيكونُ لَهُ بِهِ مَوْجٌ مُتَقَاذِفٌ تَحدُوهُ الآهُ أَلاَّ يَعْبُر .


اعتذار :

أعتَذِرُ إذْ أَني سَأُحِيلُ الصَّفْحَةَ أَنِيناً مِنْ جَوانِحِ الرُوحِ، لَرُبَّمَا لَنْ تَجِدُوا إلا أَن تَلطِمُوا خَدَّ الأَلمِ ، وَيْكَأَنَهُ لا مَفْر !




خُروج :


روحٌ يَتِيمَةٌ هَزَّها الضَّوْء ..!





/




حكايا نجمة ..!

فواصل

فَواصِل


،



وحدي هُنا أرقبُ الدجى أن يضمحل !




،

هربتْ كل القَوافي شجنًا


و بقي الركامُ على أفنانِ الهجير !




،


عاهدتُ الحَرْفَ على حينِ غرةٍ ..

فلم أكن للعهدِ أهلاً !




،


بائعةُ الريحانِ على مفارقِ الهمِ تشكو ساعةَ إنهاكِ الرَّياحينِ !



،



فاصلتي الأخيرةُ




أنا قطعةٌ من الليلِ ، و أديمٌ من الفَجر !




/



حكايا نجمة ..!

حكايا نجمة ..!

( 1 )
كرداءِ القَمر .. تحتوي قلبي ..
فتجعلهُ طائرًا من
الشوق !
( 2 )
حينَ ترسو الريحُ على خدِ الألم
ستجدُ للأنينِ معنى !
( 3 )
سأروي ظمأَ الهواجرِ حنينًا أقتاتهُ بضعَ قطراتٍ .. من مدادِ الفؤاد .
( 4 )
ذكرى ..
و تعودُ تسربلني من جديد
بقيودٍ تتغالظُ شدةً و تستطيلُ
أوّاه منكِ يا ذكرى .. كُلما قلتُ ذهبتِ عدتِ أشدّ و أقوى
تصرعينَ بقايا أملي بمقامعَ من حديد
و ترفلينَ في ثيابِ فرحي بلا وعد !
أنتِ يا ذكرى قاتلتي التي لا تستكينُ و لا تحيد !
/
حكايا نجمة ..!

الاثنين، يونيو 21، 2010

ماهر المعيقلي

ماهر المعيقلي

توقُ حياة !

غريب... وْما بقى من كل من أعْرِف... قصاصَة عظم
................................طعين... وكلّي جروحٍ (ورب اليود)... ما تبرا


سجين الرغبه وصمتي يقلّب في الشفاه البلْم
................................حيث الظل: مرآة السجين... بْليلةٍ حمرا




لأن الفقر... أكبر من حدود المرجله والاسم
................................ ما يملك يسوع الخبز وامّه مريم العذرا


لأنك يا رغيف أصبحت رمزٍ من رموز الحلم
...............................نامت لاجلك عيونٍ تشوف... وتكتب... وتقرا



إذا ما جاد لي حظي... وانا كلي شباب وعزم
.........................وش نفع المطر... لا صارت أوراق العمر صفرا؟!






/



حكايا نجمة ..!

الجمعة، يونيو 11، 2010

الصَّمتُ يجتثُ المدائنَ و الحقول !











,’

أنتَ شيءٌ لا يَتكرَرُ إلا في تَاريخِ اليَاقُوتِ ، و لا يَسْكُن إلا مُدُنَ الغَيْمِ ، و أشْرِعَةَ السَّحَابِ ، و شَوارعَ الجَانبِ القُدُسيّ من الأَحلامِ !

أنتَ شيءٌ من أَرَقٍ يَنْبُتُ على خَدِّ الأَنين !

لا تَسَلْني عنْ حَكَايَا البَيْلَسَانِ .. كيفَ تَغْدُو بينَ مِعْصَمَيْكَ شيئًا منْ مَرْمَر !

و لا تَسَلْني عَنْ الحُبِّ المُعَتّقِ برائِحَةِ أَنْفَاسِكَ ..

و لا عَنْ حَقِيبَةِ سَفَرِكَ التي أَنْهَكَهَا طُولُ التَرَحُلِ ، و الوُقُوفُ علَى الأَرْصِفَةِ ..!

و لا عنْ عيْنَيّ كم أرقت جفنا ؟!

لا .. تَقُلْ أَنَّ انشِطَارَ الآمَالِ نَحنُ من صَنعنَاهُ ، أو رفَضْنَاهُ ..

و لا تَهَبْ للأَمواجِ فُرصةَ بأَنْ تُزَمجِرَ مرةً ؛ و أُخرى تُحطمُ ذلكَ الزَوْرَقْ !

حدْثني عنْ قَهوَتِكَ .. أَما زلتَ تحتَسِهَا مُرّةً ، وحيدةً ؟!

عن صحِيفتكَ .. و دفتي كتابكَ ، و خربشةِ هوامشكَ

عن هديلِ أقلامك ، و قواريرِ بيانكَ

حدثني عنْ نوباتِ الشُجُون ، و عنْ الطَريقِ الذي أَوحَشَ مُذْ بَاتت خُطَاكَ بعيدةً عَنهُ ..

حدثني عنْ طعمِ الغيابِ ، و سَاعاتِ الانتِظارِ ، كيفَ تَنْبِتُ علْقَمًا في قَاعٍ صَفْصَفٍ لا عِوَجَا فِيهِ و لا أَمْتَا .

حدْثني عنْ عَتباتِ الطفولةِ ، و مَدارجِ اللهو ، و ارتعاش الأمنيات .

عنْ الغُروبِ كيفَ احتضنَ آمالنَا ذاتَ حياةٍ ..!

عنْ ضجِيجِ ضّحكاتِكَ حينَ ترسمُ الأَمل ..!

حدْثني عن توابيتِ الأَمسِ ، وصناديقِ الوجْدِ ، و صمْتِ الأَزمنة .

كمْ يستَطيلُ الشّجو بالذكرياتِ ؛ فتُصْبِحُ رَهنًا للآسَى ، و للزوايَا التي يُحاصِرُهَا نَسْجُ أُنثى العَنْكَبُوت.

كيَفْ تَغْدُو النَوافِذُ لَهيبًا منَ الأَشواقِ ، و الأشْوَاك ؟!


حدثني .. فَإني لا أَزال اعتَلي السَّحابَ بْصَوتِكَ ..,’





/



حكايا نجمة ..!









الجمعة، يناير 22، 2010

دَمعةٌ سَابِعةٌ على عَتَبةِ الجُرح !

دَمعةٌ سَابِعةٌ على عَتَبةِ الجُرح !
سَأَعُدْ ..!
لا أعلمُ .. كم هو عُمرُ هَذهِ الدَمعة التي هطَلتْ على عتبةِ الجُرْحِ ذاتِهِ ..الأولى ؛ الثَّانيةُ ؛ أَم السَّابعةَ ؟
لا شَيء يتغيرُ في مِيزانِهَا !
كلُ الدمعاتِ يقترفن إثمَ الجريانِ ، و ينزوينَ في ردهَاتِ الرُوحِ بحثاً عن مَكمن ! أتُراها هي الأُخرى تبحثُ عن الأمانِ ، كمَا كانت روحي تبحثُ عَنه ؟!
أيُّ الدمعاتِ كُنتِ ؟!فَاصِلة ٌ مكسورةٌ ؟!
زاويةٌ متخمةٌ بالآسى ! بالهَجْر ! بابتسَامةٍ محمومةٍ !!
رؤيةٌ مُعتمةٌ ! شهقةٌ مكبوتةٌ ٌ ! و نشيجٌ يتّقطعُ !
تباً ..! للمدائنِ الّتي تُحاولُ أن تُزهرَ ، و هي ترى الجدبَ في غِيابِهِ .
تباً ..! للسْوسناتِ ، كيفَ تتجرأُ أَن تنثرَ أريجها ، و البُؤسُ في مرماهِ مُلقى ..
حتى النوافذَ بَاتت تشتكي الوَسْن ..!
لا شيء!
دمعة ٌ سَابعة ٌ ..!
اهبطي يا سَيدةَ الدَمعِ من هودجكِ الذَّهبي .. اهبطي إلى الأرضِ .. إلى القاع يا سيدتي !
اهبطي إلى حيث الأنفاسُ ( المُؤكسدة ) !! إلى حيث تموتين !
اهبطي بسلامٍ ، فالأرضُ رحبة .. و الهمُ يرتجي الرِّي ..!
اهبطي .. فأنتِ و اللّيل و بقايا الأحلام ، أصدقاءُ الغفوةِ على شُرفاتِ الوهن ..
فلتهبطي بسلامٍ و صمت ..
دَمعةٌ سَابعة ..!
و ليلةٌ تبكي على أوتارِ الشَّفق ، تُرتِلُ أحاديثَ الشُجونِ على امتدادٍ من الهزيع .
هل لليلِ في حماكِ هجعةٌ مأهولةٌ ؟!
/
حكايا نجمة
Powered By Blogger

كنتُ في " مِـنى " 2


في محطةِ القطار  نظرتُ إلى مِـنى من ارتفاعٍ جيد ، رأيت الجموعَ طريقُها واحد ، إلى عرفات ، ذاكَ ماشٍ و ذاكَ راكبٌ و  ذاكَ ينتظر و كلهم يرددُ  " لبّيكَ اللّهم لبّيك " .
لفت نظري تلك اللحظة اجتماعُهم   و نفرتهم إلى عرفات !

سبحانَ الله !
لو أنَّ حاكمًا أمرَ أهلَ قريةٍ أن يخرجوا منها زرافاتٍ و وحدانًا ما  فعلوها بذاتِ التنظيمِ ، و ذاتِ الطريقة !

انطلقنا و في كل شبرٍ حاجٌ يذكرُ الله ، لما تحركَ القطارُ ضجّ المدى  " لبّيكَ اللّهم لبّيك "
نزلنا من المحطةِ و ارتحلنا  سعيًا على الأقدامِ إلى المخيم ، و الذي كان متاخمًا للمحطة ، كنتُ أتمنى  وقتها أن يبتعدَ قليلاً لأطيلَ التأمل  في مناظرِ الحجّاج .

أقمنا و كنا قد بيتنا النيّةَ أن نفترقَ فلا  يشغلنّ بعضنا بعضًا .. و ما أجملَ روحانية ذلكَ اليوم   ، و ما ألذّ  طعمه ؛

كنتُ أرفعُ يدي فلا أملكُ زمام لساني لأدعُ .. لا أملكُ إلا أدمعًا  هزها  الذنبُ ، و ترجو مغفرةَ الرَّب .
كنتُ أجتهدُ أن أخفيها ، فتنهمر رغمًا عني  .

تلكَ عرفات .. نسائمها قد حلقتْ بروحي  بعيدًا بعيدًا ..
كنتُ أشعرُ أنَّ الساعاتِ مرت سريعةً جدًا ، خصوصًا بعد صلاتي الظهر و العصر ، و لما دنت الشمسُ للغروبِ وقفتُ كما وقف رسول الله صلى اللهُ عليه و سلم يوم عرفةَ  أحسست أن موقفي هذا ، هو الموقفُ ذاته في حَجّة الوداع
بكيتُ كثيرًا ، أحسستُ أنَّ يوم عرفةَ انقضى و ما كنتُ أريد ذلك !
كانت الساعةُ الأخيرةُ   من أجملِ  ساعاتِ عمري  ، شعورٌ غريبٌ لا أعلمُ ما هو .. هو أكثر من الروحانية ، هو أسمى و أسمى
ما أعلمهُ أنه شعورٌ لا أُطيقُ لهُ وصفًا !
كم هو جميلُ أن تشعرَ أنكَ تدنو من الجنّةِ ، و كم هو جميلٌ أن تشعر أن الله ـ تعالى ـ يباهي بكَ ملائكته تلك اللحظة ..
و ما هو إلا حسنُ الظّنِ بالله ـ تعالى ـ  و أملٌ لا ينقطعُ في رحمتهِ التي وسعت كلّ شيء ..

غربتْ الشمسُ ، و ما سكنت عرفات ! و لا سكنت ألسنٌ تلهجُ بذكر الله ..
غربت الشمسُ و " لبّيكَ اللّهم لبّيك " تخرجُ من القلبِ و تستقرُ فيه !
أمّا في مُزدلفة ، فالروحُ  تسكنُ رحابَ الإيمان ، تمضي و كل خطوةٍ  تُدنيكَ من ذاكرٍ و شاكر و عابد .
و تغفو و تستيقظُ و ذاكَ الذكرُ يصدح ..

لا إله إلا الله ..

و ربي .. لو مزجتُ حلاوةَ تلكَ الأوقاتِ بماءِ البحرِ لأصبح عذبًا فراتًا سائغًا للشاربين !

ما أجملَ أن تعيشَ أيامًا كلها لله ، ذكرُ و طاعةٌ و قرآن ، و صلاةٌ ، و صلةٌ ، و تلبيةٌ ، و إحسان .

بقينا  بعد الرمي في مِـنى  أرضِ العابدينَ ، و مبيتِ الذّاكرين ، نُصبحُ و التكبيرُ يتردد ، و نغفو و ذاتهُ لا ينقطع .

حتى وقت الأمطار ، مساء اليوم الحادي عشرَ من ذي الحجّة ، و الرعدُ يزمجرُ في سمَاءِ مِـنى  فلا أسمع إلا " اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، لا إله إلا الله ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، و لله الحمد "
هناكَ الروحُ تتعلقُ بأستارِ السماء ، و تعانقُ أسفار الغيم !

أمّا في بيتِ اللهِ العتيقِ ، فالحلاوةُ تتضاعفُ قيراطا ، و نظرةٌ إلى الكعبةِ تجلو كلَ همٍ صادي !

ذلك اليومُ لا يوصف .. هو لوحدهِ حكايةٌ مُدهشةٌ ، و ذكراهُ  في سويداء الفؤاد

اغتسلنا بالمطرِ ، و نحنُ سجودٌ للهِ في صلاةِ العصر ، بلحظةٍ كنا نسبحُ في  بحرٍ من  الرحمةِ  و المطر ، و يا لله ما أبهى تلكَ اللحظة ..

وقفتُ بعدَ الصلاةِ أدعو و الماء ينهمرُ انهمارا غزيرا ، و لولا أننا خشينا الإصابةَ لما تركنا  الساحةَ أبدًا ..

كنتُ أحاولُ أن أستغل تلكَ اللحظات ، فإجابةُ الدعاءِ فيها أحرى ، كيفَ و قدْ اجتمع  طيبُ المكانِ و الزمان
في بيتِ اللهِ ، و في الطوافِ ، و في أيام التشريقِ ، و تحتَ المطر .. تلكَ منحةٌ لا تجتمع لكثير !

و لعله كان مبشرًا بالقبول و التطهيرِ إن شاء الله  " ليطهركم به "
لمّا أنهيتُ السعي .. و انتهى الحج ..!
و لم ينتهِ الذكر و الطاعة ..

وقفتُ أدعو اللهَ بينَ الصَفا و المروة ، و وجهتُ  بصري إلى الكعبة ، وسألتُ الله القبول و الثبات .

أصدقكم .. تلك اللحظةُ وحدها أجمل و أسمى  ما مرّ علي طيلةَ أيام الحج ..
أجهشتُ بالبكاء حينها ، فالدمع الرقيق لا يعني شيئًا ,,

بكيتُ و لا أدري ما ذاكَ الشعور ..

كنتُ أودُ حينها أن أعودَ و أحج مرةً أخرى و أخرى  .. ما كنتُ أريدُ أن ينتهي ، و ما كنتُ أحسبُ أن روحي  ستتعلقُ بهِ إلى ذلكَ الحد .

جلستُ لما خشيتُ الإطالةَ على من معي   بالقربِ منهم ..

مرّ طيفُ الأيام الماضيةِ ببالي و عدتُ لأبكي ..

بكيتُ لأني سأفقدُ تلك الأيام ..

و بكيتُ لأني  سأغادرُ بيتَ اللهِ العتيق ..

و بكيتُ لأني بينَ يدي ربي  ، و قد أنعمَ علي و عصيته ، و تفضّل عليّ  و عصيته !

بكيتُ كرمه سبحانهُ و تعالى  ،  و بكيتُ سفهي و جهلي ، و إسرافي في أمري .

بكيتُ لأني سأعود و روحي  لا تزالُ معلقةً في الغمام .

آهٍ يا بيتَ الله .. و آهٍ يا مِـنى ..  و آهٍ يا عرفات .. و آهٍ يا مزدلفة ..

سكنتُكِ فأبقيتُ روحي بينَ ثراكِ .. و عُدت ! 



يتبع .. مشاهد و صور 
/


حكايا نجمة..!

كنتُ في " مِـنَـى " !


صباحُكم / مساؤكم  رحماتٌ تتوالى ..


:. من فضلِ ربي أن يسرَ لي  آداء فريضة الحجِ  عام 1431هـ .

و كم كانت تلكَ الرحلةٌ  قطعةً من الذهولِ ، وددتُ لو أنها تكونَ كل شهرٍ فأحظى بهَا كثيرًا ..

ذهبتُ و الشوقُ يحدوني ، و الروحُ تصّعدُ في سَماءِ الروحانية ..

لما أحرمتُ بالنُسُكِ ، و رتّلَ لساني و قلبي " لبّيكَ اللّهمَ لبّيكَ "بكيتُ فرحًا و شَوقًا ، فما عدتُ أدري ما أقول ! 

كانت نبضاتُ قلبي تسبقُني ، تمنيتُ أن " وادي مَحْرَمَ "  وقتها   قطعةً من "مِـنَـى " أرضِ الذّاكرينَ ، و مبيت العابدينَ " .

شَعرتُ أنَّ الطريقَ جِدُّ طويل ! 

و الشوقُ يجرفُني فلا أستطيعُ أن أُطيقه ..

تدّرجتُ مع " الهَــدَا " و أنا ألهجُ " لبّيكَ اللّهمَ لبّيكَ " و كأني بها تستقِرُ في السَّحَابِ ! 

كأني بالطيورِ حينَها تُغردُ فرحًا  لي و ابتهاجًا .

و تلكَ الشّمسُ تضّحكُ سُرورًا ..

رُبَّما تظنونَ أني أركبُ زورقَ المُبالغةِ  ، لكن .. و الذي لا إله إلا هو إنَّ كل حرفٍ  هو عُشْرُ العُشرِ  مما كنتُ أشعرُ بهِ .

وددتُ حينها أنَّ قلبي طائرٌ يطيرُ حيثُ يشاء ، كي يَصِلَ قبلي إلى بيتِ اللهِ العتيقَ .

كنتُ أرمقُ الطريقَ و أتمنى  أنّ للأشواقِ ساعيًا فينقلها  سريًعا ..

أحسستُ أن قلبي سيهربُ مني ! 


كُلما انخفضتُ  و بَدت لي مساحة ارتفعَ بصري ، و ردد لساني " سبحان اللهِ " .. كنتُ أرجو أن أرىَ مكّةَ ! فأروي ذلكَ الشوق !


و كأنها المرةُ الأولى التي أزورُ فيها مكةَ المكرمة  ، لكنه الحجُ و الشعور أني سأكونُ في ضيافةِ الرحمن الرحيم سُبحانه .

مضينَا  و أنَا يحملني الشوقِ و التَّوقِ  أرددُ " لبّيكَ اللّهمَ لبّيكَ " .

لمّا تبدت لنا " عرفاتُ " تغشاني الفَرْح ، فصمتُ قليلاً أتأمل .. هذه عرفاتُ اللهِ .. هذه عرفاتُ أرضُ المباهاةِ .. هذه عرفاتُ ساكنةُ القَلبِ ! 

مضينَا و التلبيةُ لا تنقطع ، حتى إذا شارفنَا على  " مِـنـى " و رأيتُ ما رأيتُ من الجُموعِ همى الدمعُ سخيًّا ..!


لم أكن أحلمُ وقتها ، لقدْ كنتُ بـمِـنـى !! 

مِـنـى التي رأيتُها عشراتِ المرّاتِ خاليةً ، و هي اليومَ تضُجُ بالناسِ ، و ألسنتُهم  بالتلبيةِ تلهج .

وقتها لم تكُ خطواتي على الأرضِ أبدًا .. إنها على ضِفافِ الغَمَام ! 

يا الله !! 

دهشةٌ و تأمل و نظرةٌ و ذكر .. سبحان الله ! 

كم من الخلقِ اجتمع .. ليذكر الله في أيامٍ معلوماتٍ ! 



.. يُتبع !



/


حكايَا نجْمَةٍ ..!



نشيد سراب



سراب
لائح في عين عاشق ..
ينظر إليه من بعيد .. يقترب منه لـ يحضى به
ولكن ..
هيهات هيهات ..!

؛
ينادي فـ يرتد له صداه
لـ يعزف على أوتار البوح جراحه
وينسج من مشاعره شعراً دافئ الإحساس

؛
و الآن .. وقد ذبلت زهور الأمل ..
أيقن بـ أنه يطارد سراباً ..!
فأصبح حائراً في الدرب تائها ..
يراقب انكسارات الأمواج وينثر الآهات
ويشكو لها حرّات الأنين وحكايات السراب

فـ يا الله
ألهم المحزون صبراً .. وأبدله خيراً
؛


{.. بحار الحُب :
خذيني لـ شريف شطآنك ~

للتحميل 

http://www.4msk.com/audio/SrAb.mp3

من مدونة أوّاه


/


حكايا نجمة ..!

صفحةٌ ثانية !


مرحبا بكم على نمارق ثرثرتي !

مرَ الأسبوعُ الأول بغيابٍ متقطع !

لازال الحالُ كما هو في بداية الأسبوع الأول ، الفرق الوحيد .. كان هناك  طالبات !


كنتُ أعتقد أن من أتى هو عشرُ من في المدرسة 


لكني تفاجأت أنهن جميعًا 17 طالبة ... و دام عزك يا وطن !


حملتُ كتبي  ودلفتُ إلى صفي .. نظرتُ فإذا بي أمام طالبتين  فقط !

أي صف أنتو ؟!

خامس .. سادس 


ماذاااااا ؟!

قلت في نفسي هذه من عجائبِ الدُنيا ..صفانِ في صف ! و كل صفٍ بطالبةٍ واحدة !


مررررررررحباااا !


خرجتُ إلى الصفِ الآخر كيما أرى  العجائب الأخرى 


أبشركم  كانتا اثنتينِ فقط !


سألت : أنتما صفانِ أم صف واحد ؟!

و ما حالي إلا كما يقول المصريون .. " اللي يتلسع من الشوربة بينفُخ في الزبادي " !


ثم أكملتُ رحلتي الإستكشافية 


هذه المرة العدد 10 ، رقمٌ قياسي !

و لكن كالصفِ الأول اثنانِ في واحد 


لا أعلم ما الهدف من  دمج الصفوف بهذه الطريقة ، و هل حقًا سيستفيد الطالبُ من هكذا دمج !

الوزارة  التي قررت لكل درس 45 دقيقة تجعله الآن في 22 دقيقة و نصف !

عجيبٌ أمر سلوكنا التعليمي !!

على مضض عشتُ التدريسَ هناك 


المؤلم أنَّ الجهلَ هناكَ مُدقع ، و ضيقُ الأفقِ يستشري ، أتصدقون ! و رغمَ أني أتكلمُ الفصحى إلا أنَّ الطالبات لا يفهمنَ ما يقال 

إحبااااااااط  أقلُ ما يمكنُ أن أصفَ بهِ وضعي !

و تمرُ الأيام و الحالُ يزدادُ سوءًا  بدءًا من الإدارة و مرورًا بالمعلمات و حتى  الطالبات .

لا شيء يُوحي بالأمل ؛ و لا بوارقُهُ تلوحُ بالأُفق ..

من المحامدِ أنَّ البيئةَ كانت خصبةٌ للدعوةِ ، و قلما تجدُ بيئةً غضّةً  كهذه ، و إن كان يسكُنها الجهل  .

بدأتُ بتجهيز المُصلى ، رغمَ قلةِ الإمكاناتِ و العزوف ، فلما لم يجدي ذلكَ نقلتُ نشاطهُ إلى الإذاعةِ المدرسية 

كانَ ذلكَ المكان متنفسًا ، رغمَ أن بعضَ المُعلمات اتخذنهُ مكاناً للنوم ! 

لا تعجبوا ... فأنتم في بلادِ العجائب !


..


من الفوائد ..

اصهر حجر اليأسِ بالعزم ! 

البذورُ إن لم تُسقَ تموت !

لا ترحل دونَ أثر !



/

حكايا نجمة ..!








يبه شلونك ؟!

قرأتُ في عينيها .. نظرةَ طفلةٍ يتيمةٍ حائرةٍ خائفةٍ ..

قد تعبت من النظر في الوجوه

و ملت تكرار السؤال .. أين أبي ؟

لتركن إلى زاويةٍ مظلمةٍ .. متسائلةً .. عن حال أبيها


يبه شلونك ؟! 





/



حكايا نجمة ..!

صفحةٌ أولى .. على نمارقِ الثرثرة !


مرحبًا و ودًّا ..

قبيلَ الأسطرِ الأولى ، سأحكي من أَنا ! 


أنا واحدةٌ من الحكايا التي لا تنتهي ، و قصةٌ مشبعةٌ بالكثير .. !! 

تخصصي  رياضيات 

التعيين كان قُربَ المريخِ بفراسخ !! 

عملتُ خلالَ هذهِ المُدة في  3 مدارس ، لكلٍ منها   حكايا لا تنتهي ! 

..


إليكم الورقةَ الأولى ..! 




الإنطلاقة من الرياض ،  بإتجاه الغرب ، حتى إذا قطعنا ما يزيدُ عن المئتي كيلاً ( بالتثنية  ) انعطفنا جنوبًا ، و حدث و لا حرج !! 


الطريق  زراعي متهالك ، و مرتعٌ للماشيةِ و الإبل ، و لا معالمَ على الطريقِ سوى  إشاراتٍ لا مثيلَ لها ( غمارة وانيت مصدّي ) للدلالةِ على  مدخلِ الهجرة .

لا أعلم كم من المسافةِ قطعت لكنها  تصل إلى المئة  ، ثم لم يخلُ اليومُ من السُؤالِ ، حتى إذا وصلنا إلى  تلكَ الإشارةِ المميزةِ انعطفنا يسارًا في طريقٍ صحراوي ، لا معالمَ للحياةِ به .

مضى ثُلثُ ساعةٍ فإذا بمشارفِ الهجرةِ التي  لا  تتجاوزُ العشرةَ منازل .

هاهي المدرسة ، قالها لنا أحدُ الأطفالِ بعدما سألناهُ ..

فإذا بي أرى بيتًا متهالكًا ظاهرهُ العذابُ و لا أدري بما في باطنه ! 

لا أحدَ هناك !! 

عُدنا من حيثُ أتينا ، و تم رفع المباشرةِ في مكتبِ التربيةِ و التعليم .

أما عني وقتها فقد كنتُ أُكذبُ عيني و ما رأيتُ ، و أُمني  نفسي أن هناكَ خطأٌ في الإسم ، في التوجيه ، في أي شيء .. المهم ألاّ أكونَ هناك ..! 

بكيتُ في داخلي كثيرًا ، و عدتُ للصمتِ مجددًا .

انتهت هذه الرحلةُ  قبيلَ العصرِ، وصلت و كأني جُثةٌ هامدةٌ  نمتُ كثيرًا .

و أجملُ مافي الأمر أنهم قالوا لي لا تأتي إلا عندما تبدأ الدراسة .

..

اليوم السبت  18/ 8 / 1426 هـ .

بدأت الدراسة ، و تكرر الماراثون أعلاهُ لكن الفرق أنهُ بدأ قبل الفجرِ بساعات !! 

و مع كل هذا  أتيتُ و من معي   و لم نجد أحدًا ! 


وجدنا باب المدرسةِ مفتوح ، و هناك حذاء عند غرفة الحارس و عصا ، و لا أحد ! 


دخلتُ و زميلتي و كلٌ منا يعتريه الخوف مما سيرى ! 


 وجدنا أبوابًا مُفتّحةً و لا كائن يُذكر 

نظرنا يمينًا و يسارًا .. الترابُ يغطي الأمكنة .

دقيقةٌ صمتٍ سادتْ ..

أين نذهب ؟ قلتها لزميلتي التي كانت أشدَّ رعبًا مني ..! 


لاااا أدري ! 


بعد وقتٍ جاءت إحداهن ! 

و بدأت بالثرثرة .. و الأسئلةِ المتوالية 

من أنتما ؟ من أين ؟ أنتما معلمتان ؟ كيف جئتما ؟ و .. و ... ! 

شعرتُ أنّ الصُداعَ يزداد ! 


صمتت برهةً ثُمَّ قالت :

قرأتما في الصُحف قبل عام عن مقتل خادمة ؟! 

قلت: كأني أذكرُ ذلكَ 

قالت: تدررررررررون  أنه عندنا ، و هناك  فوق ذلك الجبلِ أمسكوا بالقاتل ! 

أنا و زميلتي .. أيقونةُ  رعب !!

ثُم قالت : تأخرتُ عليكم هذا اليومَ لأني لم أنم البارحة ..

قلتُ لألطفَ الجو : عسى ما شر ؟

قالت: واحد ( سكران ) أزعجنا طوال الليل ! 


أنا و هي  صدقًا لا أستطيع أن أقولَ إلا أن عينيّ طارتا ! 

قالت : كل ليلة على هذا الحال..

و الشرطة أينَ هم ؟

قالت: لا أحدَ هنا ! 


نظرتُ إلى زميلتي و قلت .. ابحثي عن  إرسال و دعينااااا نهرب ! 


...



حتى هذه اللحظة و كلما قرأتُ  هذه الصفحة تسألتُ لماذا حكتْ لنا هذا في أول لقاء ؟! 


نسيتُ أن أخبركم  من هي  ( بطلةُ ) اللقاءِ الأول ..

إنها المستخدمة ! 



إلى صفحةٍ أخرى قادمة ! 



كونوا بخير 




/



حكايا نجمة ..!





ثرثرة معلمات



قريبًا ..



سأخلعُ جلباب الصَّمْتِ ..


هنا سألقي بعضًا مما إلتصقَ  بذاكرتي المثقوبة  ..


و شَيءٌ من مذكراتي  المدرسيّة 




/


حكايا نجمةٍ ..!

همهماتٌ تقتاتُ الحَصير ..!!


همهماتٌ تقتاتُ الحَصير ..








،






حصَير .. بيتُ طين .. أنفاسٌ تختلط بالوهم ..



لا شيءَ يُؤكل ْ غير ُ الآسى !!




،




بتُ أُمارسُ طقوسَ الهذيان ..




كفرسٍ كُسرتْ قائمةُ روحِها ، و تترقبُ إبرة الموتِ الرحِيم !!







،


ارتكاس
أدلجَ إلى عمقِ الفؤادِ ، فلما وصل قعره انتبه و خرج !

لم يكن ذاكَ إلا محطةً مهترئة !

،

دمعة !

تنحت جانبًا .. ثم أخرجت قطعةً من إسفنج !

لا تلوموها فقد سمعت أنه شديدُ الامتصاص !!



فاصِلةٌ أخيرة !!






كسّرتُ أقلامي ، و بتُ أستجدي الأحلامَ يّراعاً !







/


حكايا نجمة ..!


و تأتي أيهَا العيدُ !

.. تأتي أيُهَا العيدُ .. و القلبُ ينوءُ بالجراح !
تأتي و أنفاسُ الصباحِ لم تكتسي بسمةَ الرّبيعِ ، و لا إشراقةَ النور ..
تأتي .. و الأحبابُ قد مضوا و رحلوا
و لا مواعيدَ لأفراحٍ تجمعنا ، أو تلم شعثنا !
تأتي .. !
و رياحُ الفقدِ تهبُ عاصفةً في بيداءِ الروح ..
لقد ارتحلوا ، و لا جدوى للشوق .. و لا عودةٌ تطفئ لظى الحنين .
كنتُ و لا زلتُ أُحبهم .. رغمًا عن الرحيلِ ، و مواقيتِ الوداع .
وداعًا .. لا لقاءَ إلى الحشرِ ..
و داعًا.. و لا عيدَ بعد اليومِ يجمعنا ..
وداعًا .. ضحكاتنا / همساتنا / أمانينا / أشواقنا / و الغضب ..!
وداعاً إلى روحٍ و ريحانٍ يجمعنا بإذن المولى .
كل عامٍ و أنتَ بخيرٍ يا فؤادي ..
/
حكايا نجمة ..!

أنا زورقُ الحُلم البعيد ..




أنا زورقُ الحلم البعيد



أنا ليلةٌ حار الزمانُ

بسحرها !

عمرُ الحياة يقاس بالزمنِ السعيد

و لتسألي عينيك أين بريقها ؟!

النص لفاروق جويدة .

/

حكايا نجمة ..!

جمعة باكية

جمعة باكية !


هذا اليوم ، لم يكُ استثنائيًا فحسب !

إنما كانَ باكيًا حدَّ الإنهاك ..!

و حتى الرغبةِ في الإنزواء و التغلغل عميقًا تحتَ أقرب غطاء .. أو قارورة مظلمة ... كالقبر !


تذكرتُ كم جمعة ٍحزينةٍ مرتْ ..

و هاهي تعود الآن ..


بذاتِ الملامح ِ ، و أناشيدِ الفقد !



رحمكِ اللهُ يا أم عبد الهَادي ، و جزاكِ الجنة .. و جعل ما أصابكِ تكفيرًا و رفعةً في الجنان ..



بكيتُكِ يومَ أن افترقنا و نحنُ نردد ..


تذكرت الزمان اللي مضى لي يوم جن الليل

.............. تذكرته و أنا عيوني من دموع العنا غرقى

تهل دموعي الحرى على هاك الزمن و تسيل

...............على خدودٍ محرقها على أيامها حرقى


و كانَ وعدُ اللقاء يحدونا ..

أما الآنَ فأبكيكِ و لا موعدَ لـ اللقاءِ إلا برحمةِ الباريء في جناتِ النعيمِ إن شاء الله .


بكيتُكِ و أنا أتذكر صغيريكِ كيفَ سينامانِ هذه الليلةَ دونكِ ؟!

و أي حضنٍ سيضُمهما الآن ؟!


رحمكِ الله ..

و رحمَ اللهُ أيامنا الخوالي ..


سأذكركِ ما حييتُ





/




حكايا نجمة ..!

حالة غضب ..!

أنا لا أحسن إلا الزمجرة !


غاضبةٌ أنا هذا المساء ، و لا شيءَ سوف يصبغُ رتابةَ الموقف..

حتى الصباح صدئت قطع السُكَّر فيه ..

غاضبةٌ أنا .. و أمي تصنعُ لي خبزًا كي أخرسَ ..

غيرَ أني لا أفعلها !


غاضبةٌ أنا .. فأخي الأكبر نهرني يوم كنتُ طفلةً ، و لا زلت حتى الآن أكرر غضبي

لم أخطئ حينها .. صدقوني !



غاضبةٌ أنا .. فلوحتي التي رسمتها هربت ألوانها ، و لم يبقَ إلا وصمةً من سواد !


غاضبةٌ أنا لأني كنتُ أعتقدُ أن مبادئنا الصغيرة لا تتبدل

لكننا قذفنا بها يومَ أن كبرنا ..


غاضبةٌ أنا فذكرياتي تحاصرني

و لهيبُ الأمسِ يطاردني

و هذا المساء .. ويحي .. لا أعرف إلا الغضب ..!!



/



حكايا نجمة ..!




مَدْخَلْ :


أَنا و اليُّتْمُ نَتقَاسَمُ كَعْكَةَ المَّرَارةِ ، وَ نَهمسُ فِي جُنحِ الدُجَى أَنَّ الأَلمَ جِدُ قَريِن ..!

وَيْحَهُ ..!

كَيفَ يَسري فِي الأَجْسَادِ المُنْهَكَةِ ؛ فَيُحِيلُهَا رُكَاماً مِنْ سَوَاد ..!


وُصوُلْ :

أَقبَعُ مُلازِمَةً ذَلِكَ الجِدْثَ البَالِي ، لَرُبَّمَا أَكونُ بِقُربِهِ أَكثَرَ سَعَادَةً ، و أَقَلَ وَجْداً .

أَبكيِ .!

أَصْرُخُ ..!

أَتَوّجَعُ ..!


لَنْ يَكونَ هَذا إلاَ هَمسَة في أُذُنِ اليُّتْم .




نَجوى :


أَبيِ ! دَعني أَسكُبُ الهَمَّ عَلَى عَتَبَاتِ تُرَابِكَ .

دَعني أَكونُ لَظّىً مِنْ أَنِينٍ ، يُسَامِرُ الحَرْفَ البَائسَ ، فَيكونُ لَهُ بِهِ مَوْجٌ مُتَقَاذِفٌ تَحدُوهُ الآهُ أَلاَّ يَعْبُر .


اعتذار :

أعتَذِرُ إذْ أَني سَأُحِيلُ الصَّفْحَةَ أَنِيناً مِنْ جَوانِحِ الرُوحِ، لَرُبَّمَا لَنْ تَجِدُوا إلا أَن تَلطِمُوا خَدَّ الأَلمِ ، وَيْكَأَنَهُ لا مَفْر !




خُروج :


روحٌ يَتِيمَةٌ هَزَّها الضَّوْء ..!





/




حكايا نجمة ..!

فواصل

فَواصِل


،



وحدي هُنا أرقبُ الدجى أن يضمحل !




،

هربتْ كل القَوافي شجنًا


و بقي الركامُ على أفنانِ الهجير !




،


عاهدتُ الحَرْفَ على حينِ غرةٍ ..

فلم أكن للعهدِ أهلاً !




،


بائعةُ الريحانِ على مفارقِ الهمِ تشكو ساعةَ إنهاكِ الرَّياحينِ !



،



فاصلتي الأخيرةُ




أنا قطعةٌ من الليلِ ، و أديمٌ من الفَجر !




/



حكايا نجمة ..!

حكايا نجمة ..!

( 1 )
كرداءِ القَمر .. تحتوي قلبي ..
فتجعلهُ طائرًا من
الشوق !
( 2 )
حينَ ترسو الريحُ على خدِ الألم
ستجدُ للأنينِ معنى !
( 3 )
سأروي ظمأَ الهواجرِ حنينًا أقتاتهُ بضعَ قطراتٍ .. من مدادِ الفؤاد .
( 4 )
ذكرى ..
و تعودُ تسربلني من جديد
بقيودٍ تتغالظُ شدةً و تستطيلُ
أوّاه منكِ يا ذكرى .. كُلما قلتُ ذهبتِ عدتِ أشدّ و أقوى
تصرعينَ بقايا أملي بمقامعَ من حديد
و ترفلينَ في ثيابِ فرحي بلا وعد !
أنتِ يا ذكرى قاتلتي التي لا تستكينُ و لا تحيد !
/
حكايا نجمة ..!

ماهر المعيقلي

ماهر المعيقلي

توقُ حياة !

غريب... وْما بقى من كل من أعْرِف... قصاصَة عظم
................................طعين... وكلّي جروحٍ (ورب اليود)... ما تبرا


سجين الرغبه وصمتي يقلّب في الشفاه البلْم
................................حيث الظل: مرآة السجين... بْليلةٍ حمرا




لأن الفقر... أكبر من حدود المرجله والاسم
................................ ما يملك يسوع الخبز وامّه مريم العذرا


لأنك يا رغيف أصبحت رمزٍ من رموز الحلم
...............................نامت لاجلك عيونٍ تشوف... وتكتب... وتقرا



إذا ما جاد لي حظي... وانا كلي شباب وعزم
.........................وش نفع المطر... لا صارت أوراق العمر صفرا؟!






/



حكايا نجمة ..!

الصَّمتُ يجتثُ المدائنَ و الحقول !











,’

أنتَ شيءٌ لا يَتكرَرُ إلا في تَاريخِ اليَاقُوتِ ، و لا يَسْكُن إلا مُدُنَ الغَيْمِ ، و أشْرِعَةَ السَّحَابِ ، و شَوارعَ الجَانبِ القُدُسيّ من الأَحلامِ !

أنتَ شيءٌ من أَرَقٍ يَنْبُتُ على خَدِّ الأَنين !

لا تَسَلْني عنْ حَكَايَا البَيْلَسَانِ .. كيفَ تَغْدُو بينَ مِعْصَمَيْكَ شيئًا منْ مَرْمَر !

و لا تَسَلْني عَنْ الحُبِّ المُعَتّقِ برائِحَةِ أَنْفَاسِكَ ..

و لا عَنْ حَقِيبَةِ سَفَرِكَ التي أَنْهَكَهَا طُولُ التَرَحُلِ ، و الوُقُوفُ علَى الأَرْصِفَةِ ..!

و لا عنْ عيْنَيّ كم أرقت جفنا ؟!

لا .. تَقُلْ أَنَّ انشِطَارَ الآمَالِ نَحنُ من صَنعنَاهُ ، أو رفَضْنَاهُ ..

و لا تَهَبْ للأَمواجِ فُرصةَ بأَنْ تُزَمجِرَ مرةً ؛ و أُخرى تُحطمُ ذلكَ الزَوْرَقْ !

حدْثني عنْ قَهوَتِكَ .. أَما زلتَ تحتَسِهَا مُرّةً ، وحيدةً ؟!

عن صحِيفتكَ .. و دفتي كتابكَ ، و خربشةِ هوامشكَ

عن هديلِ أقلامك ، و قواريرِ بيانكَ

حدثني عنْ نوباتِ الشُجُون ، و عنْ الطَريقِ الذي أَوحَشَ مُذْ بَاتت خُطَاكَ بعيدةً عَنهُ ..

حدثني عنْ طعمِ الغيابِ ، و سَاعاتِ الانتِظارِ ، كيفَ تَنْبِتُ علْقَمًا في قَاعٍ صَفْصَفٍ لا عِوَجَا فِيهِ و لا أَمْتَا .

حدْثني عنْ عَتباتِ الطفولةِ ، و مَدارجِ اللهو ، و ارتعاش الأمنيات .

عنْ الغُروبِ كيفَ احتضنَ آمالنَا ذاتَ حياةٍ ..!

عنْ ضجِيجِ ضّحكاتِكَ حينَ ترسمُ الأَمل ..!

حدْثني عن توابيتِ الأَمسِ ، وصناديقِ الوجْدِ ، و صمْتِ الأَزمنة .

كمْ يستَطيلُ الشّجو بالذكرياتِ ؛ فتُصْبِحُ رَهنًا للآسَى ، و للزوايَا التي يُحاصِرُهَا نَسْجُ أُنثى العَنْكَبُوت.

كيَفْ تَغْدُو النَوافِذُ لَهيبًا منَ الأَشواقِ ، و الأشْوَاك ؟!


حدثني .. فَإني لا أَزال اعتَلي السَّحابَ بْصَوتِكَ ..,’





/



حكايا نجمة ..!









دَمعةٌ سَابِعةٌ على عَتَبةِ الجُرح !

دَمعةٌ سَابِعةٌ على عَتَبةِ الجُرح !
سَأَعُدْ ..!
لا أعلمُ .. كم هو عُمرُ هَذهِ الدَمعة التي هطَلتْ على عتبةِ الجُرْحِ ذاتِهِ ..الأولى ؛ الثَّانيةُ ؛ أَم السَّابعةَ ؟
لا شَيء يتغيرُ في مِيزانِهَا !
كلُ الدمعاتِ يقترفن إثمَ الجريانِ ، و ينزوينَ في ردهَاتِ الرُوحِ بحثاً عن مَكمن ! أتُراها هي الأُخرى تبحثُ عن الأمانِ ، كمَا كانت روحي تبحثُ عَنه ؟!
أيُّ الدمعاتِ كُنتِ ؟!فَاصِلة ٌ مكسورةٌ ؟!
زاويةٌ متخمةٌ بالآسى ! بالهَجْر ! بابتسَامةٍ محمومةٍ !!
رؤيةٌ مُعتمةٌ ! شهقةٌ مكبوتةٌ ٌ ! و نشيجٌ يتّقطعُ !
تباً ..! للمدائنِ الّتي تُحاولُ أن تُزهرَ ، و هي ترى الجدبَ في غِيابِهِ .
تباً ..! للسْوسناتِ ، كيفَ تتجرأُ أَن تنثرَ أريجها ، و البُؤسُ في مرماهِ مُلقى ..
حتى النوافذَ بَاتت تشتكي الوَسْن ..!
لا شيء!
دمعة ٌ سَابعة ٌ ..!
اهبطي يا سَيدةَ الدَمعِ من هودجكِ الذَّهبي .. اهبطي إلى الأرضِ .. إلى القاع يا سيدتي !
اهبطي إلى حيث الأنفاسُ ( المُؤكسدة ) !! إلى حيث تموتين !
اهبطي بسلامٍ ، فالأرضُ رحبة .. و الهمُ يرتجي الرِّي ..!
اهبطي .. فأنتِ و اللّيل و بقايا الأحلام ، أصدقاءُ الغفوةِ على شُرفاتِ الوهن ..
فلتهبطي بسلامٍ و صمت ..
دَمعةٌ سَابعة ..!
و ليلةٌ تبكي على أوتارِ الشَّفق ، تُرتِلُ أحاديثَ الشُجونِ على امتدادٍ من الهزيع .
هل لليلِ في حماكِ هجعةٌ مأهولةٌ ؟!
/
حكايا نجمة